انتصار جملة .. مقالة رائعة
منذ اسبوع تقريبا وأنا أتابع الافلام الامريكية بما فيها حفل تنصيب الرئيس،... في كل الافلام التي تعرض وحين يموت البطل يردد جملة واحدة ساعة المنية وهي: اخبروا زوجتي أنني أحبها ... يبدو أن جميع كتّاب السيناريو مغرمون جدا بهذه الكلمات.
جميع الابطال: بروس ولوس، كلينت ايستوود ميل غبسون.. الخ كلهم بلا إستثناء وفي لحظة الموت... ينقلون هذه الجملة لزوجاتهم.
يا ترى ماذا يقول العربي في لحظة الوفاة: أخبروا هلاله أني أحبها تخيلوا مواطنا على سرير الموت ينادي على صديقه ويقول له: أرجوك أخبر رسمية أني بحبها ..
السؤال الذي يدور في ذهني هل هذا الامر هو بمثابة رومانسية - تشكل ضرورة من ضرورات السيناريو أم أنه انعكاس للواقع الامريكي.
أنا شاهدت حالات وفاة لدينا كان يقول المتوفى قبل حلول ساعته يا ويلي ذبحني المغص ... وأحيانا يلعن ابو الدكاترة وأحيانا يغرق في ذهول، ودور الزوجة يكون غالبا مرتبطا باللطم والنوّاح.. (وتفتيت) الشعر.
تبين لي أننا نواجه الموت بطريقة فيها صلابة وعزّة اكثر من الامريكان فكل المشاهد التي عرضت في غزّة للشهداء.. تبين أنهم كانوا يطلقون الشهادة.. ساعة الرحيل، وأكثرها تاثيرا هي منظر الجندي الفلسطيني في أول ايام القصف والذي قال على الشاشة: (أشهد أن لا اله الا الله وان محمداً رسول الله.. بالمقابل فامواتهم في العراق.. وحسب ما تنقله الدراما الاميركية: كانوا يقولون اخبروا كاتي اني احبها .. لدي سؤال ماذا كانت الجملة الاخيرة للجنود الاسرائيليين الذين قتلوا في غزة اجزم انها: يلعن اللي نفضك يا اولمرت .
على كل حال.. الاحداث الاخيرة في غزة اكدت لنا ان العربي حين يموت.. فان كلماته الاخيرة هي وحدانية الله والاقرار بأن محمداً رسوله.. والغربي حين يموت فان كلماته تختصر في انه يحب (كاثرين) وكان مخلصاً لها في حياته..
هناك فارق بين من يحب الله ويعشق رسوله.. وبين من يعشق جدائل كاثرين وعيون راشيل.
في غزة.. لم تنتصر حماس ولم تنتصر الفصائل، الذي انتصر هو جملة الشهادة.. والاقرار برسالة محمد.. وتلك كانت آخر كلمة نطق بها صدام حسين وعمر المختار.. ومحمد جمجوم ويوسف العظمة
تحيااااتي
*** ســـفـــيـــر ***